تاريخ كفاح الشعب الصحراوي-2


تاريخ كفاح الشعب الصحراوي-2

http://4.bp.blogspot.com/-eviPR7ZuTQE/UETpwGoRahI/AAAAAAAAAQ8/sAVbIsGR-rY/s1600/%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF+%25D9%2584%25D9%2585%25D9%258A%25D9%2586+%25D8%25A3%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF.jpg

                          محاضرة يقدمها محمد لمين أحمد



 - مكتب العيون: سيد احمد رحال، بدة احمد الحمادي، شداد القايد صالح
 - مكتب الدورة: الشهيد معط مولانا، احمد الطيب، احمد ابليلة بينما قال لي السيد احمد احمد سالم مكتب الدورة كان مسؤوله محمود حد، معط مولانا ومولاي احمد سالم المنسق. كما علمت من الوثائق الاسبانية أن مكتب الحكونية كان مسؤوله محمد ولد ددي.
 - مكتب اجديرية: امربيه البخاري، اندادي اجعيدر
 - مكتب حوزة: سيد ابراهيم سلامة اجدود، ابراهيم محمد عبد الله سيدي لعروسي والفقيد مولاي لحسن سيدة.
 - مكتب المحبس: سعيد ابراهيم اعلم ابلال
 - مكتب التفاريتي: لارباس سعيد الجماني، اعلي ابراهيم حمادي
 - مكتب السمارة: عبد الحي سيدي امحمد
 ويضيف سيدي اليساعة: "كانت للفقيد مجموعة عمل خاصة لا تفارقه يسند لعناصرها العديد من المهام في إطار المراسلات والتشاور نذكر منهم:
 - الشهيد عبد العزيز اعلي موسى
 - الشهيد ابليلة المكي
 - ختاري السيد
 - محمد مامينة
 - اعلي حمد
 - بابا عبدالودود
 كما كان يستعين ببعض الطلبة الدارسين عنده نذكر منهم:
 - ابراهيم المخطار بو مخروطة
 - لوشاعة محمد لمين ميلد (عبيد)"
 بعد ما أدى المنخرطون الستة أو المؤسسون اليمين على المصحف الشريف للإخلاص للوطن وللمنظمة الطليعية، وتفرقوا للتبشير بها، وبضرورة تأسيس فروع لها في كل المداشر والقرى والمدن وحتى بين البدو الرحل، ماذا يقول سيدي اليساعة لبصير أمين صندوق المنظمة في حواره مع مجلة 20 ماي العدد 129، يونيو 1997:
 "بعد تشكيل الهيئة المركزية للمنظمة الطليعية وتوزيع الأدوار بين أعضائها وتحديد صلاحيات ملف كل منهم بدأت الحركة العمل باتجاه الساحة الوطنية لكسب مؤيدين وأنصار لأطروحاتها، كما سعت إلى بسط نفوذها على كل المدن والبوادي الصحراوية وعدم الاقتصار على مدينة السمارة التي كانت حينها بمثابة المركز الرئيسي للحركة، هكذا إذن طال التنظيم مدينة العيون التي تشكلت فيها في البداية أربع خلايا اذكر منها خلية الفرسان وخلية الأشبال الخ... لم يكن من السهل على أي كان الانخراط في صفوف الحركة رغم بداية نشأتها وقلة أنصارها إلا بعد الاحتكاك به وإخضاعه لفترة دراسة يحدد بعدها مدى أهليته للانضمام للحركة من عدمه، وفي حالة الموافقة على المعني أن يؤدي اليمين ويدفع اشتراكات عضويته كمناضل في المنظمة."
 كما قال لي سيدي اليساعة البصير في لقاء لي معه يوم 26 مايو 1990 بعد أن شرح لي الهيكلة ومهام وصلاحيات أفرادها المؤسسين "الاجتماعات التي كان يعقدها محمد بصير معنا كان يتكلم فيها عن الثورة في مصر والجزائر وفيتنام فكان مدرسة للتكوين النظري...
 كما تطرق إلى بعض المهام الآنية والمتمثلة في:
 1- إشراف الأعضاء على الانخراط بعد دراسة الفرد ومدى سريته
 2- أمين الصندوق يجمع الاشتراكات من المسؤولين الجهويين، وحتى من المواطنين الذين يريدون الحفاظ على سرية انخراطهم في المنظمة.
 قال لي حول شروط الانخراط:
 1- أداء اليمين لتالية على المصحف الشريف: "اقسم بالله العظيم وبكتابه الكريم ألا أخون وطني وألا أخون منظمتي الطليعية التي تعود علي وعلى شعبي بالخير العميم".
 2- كل منخرط جديد يوضع اسمه عند صاحب الإدارة وأمين السر والمسؤول عنه هو العضو الذي ادخله أول مرة.
 3- يجب أن يكون عملي وناكرا لذاته وملتزما بحضور الاجتماعات التي تعقدها خليته أو الفرع الجهوي الذي يعمل ضمنه.
 4- محاربة القبلية لان الشعوب لم تستقل بالقبلية كما يقول محمد بصير.
 5- الاشتراكات من 200 إلى 500 بسيطة إلا من تطوع بأكبر من ذلك والباب مفتوح".
 وفي لقاء لي مع سالم سيد ابراهيم لبصير يوم 12 نوفمبر 2003 أفادني بما يلي: "اجتمعت القيادة قرب مدينة السمارة يوم 4 مارس 1970 بعد أن تأسست بعض الفروع خاصة بالمنطقة الشرقية كالمحبس واجديرية وحوزة واتفاريتي بالإضافة إلى السمارة لتدارس ما يلي:
 1- إنشاء لجنة للعلاقات الخارجية
 2- شراء سيارتي (2) لندروفير للعمل بالداخل
 3- جمع السلاح والذخيرة وتكليف مولاي احمد ولد بابا بهذا الموضوع وتذكر محدثي بان المرحوم محمد مولود ولد السالك ولد اباعلي قد التزم بتسليم للمنظمة رشاش وهو احدث سلاح في ذلك التاريخ.
 4- إرسال رسالة إلى الجزائر لإشعارها بميلاد المنظمة وطلب دعمها..."
الاتصال الخارجي:
 بناء على ما سبق في النقطة الرابعة فقد أفادني السيد احمد القايد صالح في مقابلتين معه هو والسيد موسى لبصير 12 ابريل 1973 بما يلي: "في شهر ابريل سنة 1970 حل وفد جزائري قادم من بشار بمدينة العيون، ولم يستطع محمد بصير الاتصال به فحوله إلى خطري ولد الجماني الذي طلب الدعم الجزائري بتوجيه من بصير، بعدها انصرف هذا الأخير إلى السمارة، وبعد عودته استدعاني وناولني مذكرة مكتوبة يوم 7 مايو 1970 وأمرني بتسليمها للسلطات الجزائرية إما في بشار أو تندوف وذلك بمناسبة الموسم التجاري السنوي المقام في تيندوف (مكار) الذي يأتيه التجار وأصحاب الغايات الأخرى من المغرب والصحراء وموريتانيا، سلمتها للسلطات الجزائرية في تندوف يوم 9 مايو 1970 او 10 منه، وعند رجوعي أخبرت بصير بالأمر فقال لي: "لن يتركونا وحدنا وسنحضر أنفسنا لتلقي دعمهم".
 أما سالم لبصير فيقول عن محتوى الرسالة:
 1- الهدف هو استقلال الصحراء من الاستعمار الاسباني
 2- طلب التدريب العسكري والسلاح
 3- الاعتراف بالمنظمة الطليعية والعمل على الاعتراف بها من طرف منظمة الوحدة الافريقية كحركة تحرير
 4- الدفاع عن الشعب الصحراوي المغيب في المنابر الدولية
 5- الدعم المادي والسياسي من طرف الجزائر
 وقد كان بصير قد اغفل المغرب عن قصد، ونصح رفاقه بعدم انتظار أي شيء منه أما الاتصال بموريتانيا فقد اجل حتى تتقوى المنظمة.
 وكان ذلك هو أهم اجتماع بعد تأسيس المنظمة وكان حينها عدد المنخرطين يزداد يوما بعد يوم.
اكتشاف المنظمة
 كانت عيون الاستعمار مبثوثة في كل المدن والمداشر وحتى بين مضارب البدو الرحل فأحست أن هناك تحضير لأمر ما في الخفاء وبناء على ذلك فان احد العناصر المنخرطين في المنظمة في مدينة اجديرية اخبر السلطات الاسبانية بوجود تنظيم سري وقد وصل الخبر إلى محمد بصير ورفاقه يوم 4 يونيو 1970، كما وصلهم في نفس التاريخ أن السمارة لم تنج من إفشاء السر، كما علمت السلطات الاسبانية في مدينة حوزة بالموضوع.
 بناء على هذه المعلومات عقد محمد بصير اجتماعا مستعجلا في مدينة العيون يوم 6 يونيو 1970 الذي اقر ما يلي (المصدر احمد القايد صالح وموسى لبصير في لقاء للكاتب بهما يوم 12 ابريل 1973):
 1- كتابة مذكرة تقييم للتواجد الاسباني منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى اليوم وهي التي تعتبر الرسالة الثالثة التي تكلمنا عنها في بداية هذا البحث.
 2- طلب الاستقلال الداخلي تفاديا للصدام مع المستعمر
 3- حذف شروط الانخراط والسرية
 4- الشرح العلني لأهداف المنظمة
 5- إدخال النساء للمنظمة
 6- تبقى المكاتب الجهوية في اجتماع دائم،
 بالمقابل ماذا عن سلطات الاستعمار؟ إليكم ملخصا عن تقرير مخابراتها المؤرخ في 12 يونيو 1970 من المفوضية الحكومية لمنطقة الشمال:
 - مع مطلع شهر يناير علمت المفوضية بوجود حزب صحراوي سري أو على الأقل نوايا تأسيسه
 - المعلومات كانت فضفاضة وليست ملموسة ولا مؤكدة قادرة على إعطاء قيمة للموضوع
 - باقي الإجراءات التي يجب اتخاذها؟
 1- اسم المنظمة: المنظمة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
 2- تاريخ وظروف النشأة: تاريخ تكوينه غير معروف بدقة
 3- انخراط خطري ولد سعيد يبدو حديثا
 4- زمن الحزب قصير وظل يحشر نفسه في منطقة محدودة بعيدا عن العيون وبمنخرطين قلائل...
 أهداف المنظمة
 هناك ثلاث اقتراحات :
 1 – أن يكون أصله مجموعة من الشباب الذين بموجب الاستفتاء كتبوا رسالة إلى الحكومة يطالبون فيها بجملة من الشروط. اما تكون هذه الفكرة عفوية أو بإيعاز من عميل اجنبي، فلم يتبين ذلك حتى اللحظة.
 2 – إمكانية أخرى هي أن المدعو بصيري القادم من المغرب قد جاء خصيصا إلى إقليمنا بتعليمات واضحة من ذلك البلد أو من الجزائر بهدف تنظيم الحزب (وهذا بطبيعة الحال مجرد تصور مخابراتي اسباني لا غير ولا ينطبق على الفقيد محمد بصير لكن المخابرات تحاول زرع البلبلة والشك وسط الشعب الصحراوي).
 3 – أخيرا قد تكون نشأة الحزب قد تمت بنفس الطريقة التي تحدث عنها بصيري في احد التجمعات حسب معلومات موثوق بعها.. لقد طلب منه تشكيل الحزب من طرف مجموعة (أربعة أو خمسة ) وهم جنود قاموا بزيارته في مدينة السمارة، وقد صرح له هؤلاء أنهم لن يسمحوا بتقسيم الصحراء، بل لا يقبلون أن تظل داخليا سيئة التنظيم.
 مكان النشأة:
 - كل شيء الآن يوحي انه ولد في مدينة السمارة.. وهي مركز القرار.
 - صندوق المنظمة في السمارة تحت مراقبة شخص كفيف.
 المنظمون والقادة:
 - لحد الساعة لا توجد معلومات تستحق الذكر، بصير هو الكاتب العام والمحاسب وهو المنظم والمدير والدافع الرئيسي للمنظمة، وهو حامل جميع الوثائق والمسؤول عن الخزينة ومعد القسم الذي يؤديه المنخرطون، وهو صاحب الأفكار المسجلة التي ينوي تقديمها للحاكم العام.
 - المنخرطون من 1 الى 12 تعطى لهم عناية خاصة.
 - معلومات تفيد بان بعض الشيوخ والرقباء من الوحدات المستقلة هم أعضاء في المنظمة.
 عدد الاعضاء المنخرطين:
 - المعلومات مبالغ فيها، بعض المخبرين يؤكدون أن المنخرطين 18000 وهو رقم لا يمكن تصديقه صراحة.
 التنظيم الداخلي:
 يعرف عنه الشيء القليل
 - المنخرطون يجهلون من هم قادتهم ولا يعرفون الشيء الكثير عن الأهداف الملموسة للحزب.
 - المنخرطون يؤدون القسم على القرآن.
 - الشرط الأساسي السرية.
 - المنخرطون يدفعون اشتراكات حسب إمكانياتهم.
 أهداف المنظمة:
 - الإطاحة بالشيوخ الحاليين وتجديد الجمعية العامة.
 - الشباب يجد صعوبة في التعايش مع التنظيم القبلي الذي لا يترك لهم فرصة قليلة للتطور.
 - الوصول في اقرب الآجال إلى الاستقلال الداخلي المرحلي نحو الاستقلال التام.
 - يتحدث المنخرطون عن دولة شريكة مع اسبانيا.
 - تعمقت فكرة أعطاء صفة للدولة في أوساط الصحراوين.
 الأعمال التي يقوم بها الحزب:
 - قد يقدم بعض المتميزين رسالة مطالبهم
 - أعمال قد تخل بالنظام كمظاهرات احتجاج، والعاطلين عن العمل وهذا لا يحتمل حدوثه قبل تقديم المطالب.
 الإجراءات التي بإمكان الحكومة اتخاذها تجاه الحزب:
 - الحكومة لن تقبل بصفة من الصفات وجود الحزب ولا بشروط يحاول فرضها.
 - القيام بإعمال تحقق اختفاء هذه المنظمة.
 - القيام بإعمال مباشرة (عن طريق القوة) او غير مباشرة بهدف تجريد المنظمة من أي مصداقية
 - القضاء عليها بوسائل غير رسمية.
 إن عملا مباشرا ضد مكوني الحزب ونجاحه ضد الرأس المرئي (المدعو بصيري) لا يشكل صعوبة كبيرة في الميدان (اعتقالات، استنطاقات، غرامات، وإبعاد الخ...)، إلا أن إجراءات من هذا القبيل لن تكون ذا فائدة بالنسبة لمصالحنا، إذ لن يثمر إلا عن نتيجة عكسية، وسيؤدي إلى تقوية موقع الحزب، وفي هذا السياق يبدو أن بصيري نفسه قد أعلن انه لا يأبه بالسجن ولا بأي إجراءات مشابهة لان ذلك سيصب في إعطاء الحزب شهرة اكبر....
 أما عن الأعمال غير المباشرة قد تكون من نوعين:
 1 – شبه المباشرة تعتمد على القوة لكن تجري في سرية
 2 – من النوع الماكر والمخاتل ترمي إلى تجريد المنظمة من آية مصداقية
 إن العمل المباشر ذو الطابع السري أو المموه تحت آية دوافع أخرى يتمثل في اعتقال الرأس المرئي كإجراء أولي يجب أن يسجن في سرية تامة، وان ينقل خارج الإقليم والإبقاء عليه في عزلة تامة دون الاتصال بالخارج حتى تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي وبطريقة مشابهة يتم التعامل مع الأعضاء الآخرين الأكثر تميزا، وهم الأكثر حساسية بالطبع، والعمل معهم يكون بشكل تنحية إن كانوا شيوخا، فقدان التجارة إن كانوا تجارا، الإبعاد والطرد إن كانوا عسكريين.
 إن اختفاء الرأس سيؤدي إلى نهاية الحزب وانطفائه ولا يمكن ضمان النتائج.
 حل آخر وهو خلق حزب جديد نظمه وبرامجه تعد من طرف الحكومة وهي الوسيلة غير الرسمية.
 بالإضافة إلى الفوائد المشار إليها سابقا، هناك فائدة أخرى تكمن في السرعة التي قد توضع حيز التنفيذ، فهذا الحل يعطينا إمكانية استباق العمل المبرمج من قبل المنظمة الطليعية...
 وهو ما سيشكل ضربة قاسية لها..
 ويضيف التقرير: "ان الطريق الذي يجب سلوكه هو القيام بأعمال تحقق اختفاء هذه المنظمة، ان تحقيق هذه الغاية صعب صراحة لاسيما انه موجه ضد أفكار.."
 ماذا يقول تقريرا آخر مؤرخ في 13 يونيو 1970 م؟:
 تعريف الحركة:
 " حركة مدعمة من طرف الشرائح الاجتماعية ذات الثقافة العريضة من جذور وطنية تهدف إلى الإسراع وبكل جهد لأخذ الاستقلال السياسي.
 البرنامج المعروف للحركة:
 - بناء دولة صحراوية مستقلة
 - توقيع مع اسبانيا معاهدة (من دولة لدولة) لتحديد الفترة الزمنية لحماية الإقليم (مابين 10 الى 15 سنة).
 - إلغاء دور الشيوخ وحتى مؤسسة الجمعية العامة
 - إعادة تنظيم المؤسسات الحالية
 - تبني العمل السري وجمع المساعدات المادية للحركة
 استنتاجات:
 - اسبانيا أمام ظاهرة شعور وطني
 - يبدو أن الحركة في الوقت الراهن تعمل على أهداف محددة
 - مطالب الحركة في تنامي مستمر، وفي حالة عدم تلبيتها سيتمخض عن ذلك توتر غير متوقع، سيتوج بإعمال تخريبية داخلية.
 - احتمال ان الحركة توجه من جهات أخرى
 - بما أن التحرك لا رجعة فيه، فمن الأفضل توجيهه، او على الأقل مراقبته عن قرب، والتأثير في مواقعه " العيون 13 /6 /1970 م.
 بناء على هذه المعطيات ومن مصادر عدة (سالم لبصير، موسى لبصير، احمد القائد صالح، سيد احمد رحال، سيدي لبصير، سيد ابراهيم اجدود وغيرهم) فقد استدعى بصير رفاقه إلى اجتماع طارئ بمدينة العيون فاقر ما يلي:
 1 – تشكيل لجنتين تقوم كل منها بدور محدد :
 - لجنة تعميم المذكرة التي كتبها بصير للحاكم العام الجنرال ببريس ذي ليما
 - لجنة لبناء الخيام والإشراف على الاستهلاكيات إبان المظاهرات الموازية لمظاهرة الحكومة الاسبانية
 2 – ملخص من المذكرة يسلم للمراكز الاستعمارية النائية وذلك في اليوم الموالي أي 14 يونيو، (وقد علمت ان نسخ قد سلمت لكل من السلطات في حوزة واجديرية واتفاريتي والسمارة).
 3 – التنقل المستمر للقادة الفاعلين للاتصال بالفروع المنضوية تحت لواء المنظمة الطليعية.
 4 – فتح المجال للانخراط العلني في المنظمة دون أداء القسم.
 5 – استقطاب سكان الجنوب الذين سخرت لهم السلطات الاستعمارية إمكانيات النقل لحشدهم في المظاهرات التي ستنظمها لصالحها.
 6 – تفادي المواجهة المسلحة مع القوات الاستعمارية، وتكون الوقفة سلمية حتى لا يكون الرد الاستعماري عنيفا
وفي النقطة الأخيرة لابد من الإشارة إلى أن فتوة المنظمة لم تصل بعد أفكارها الحديثي العهد بهذا النوع من الاحتجاجات، خاصة وأننا في عهد عنفوان النظام الفرنكوي الاسباني، وهو ما سنراه لما فرضت الظروف تلك الانتفاضة التي كانت غالبها سلمية، والتي تعاملت معها سلطات الاستعمار بنوع من العنف أدى إلى حمام دم في الأوساط الصحراوية كما سنرى.
 يوم 16 يونيو 1970 عقد بصير اجتماعا آخر لتدارس الوضع الجديد وأين وصلت الاستعداد للمظاهرة التي قرر لها أن تكون ب"خط الرملة" في اليوم الموالي، وقضية المذكرة في هذا الاجتماع طلب الحاضرون من محمد بصير مغادرة العيون خوفا من إلقاء القبض عليه، فكان جوابه كما ورد من مصادر مختلفة: "لا يمكنني أن أورد الناس وأعطي لهم بظهري، وإذا سال دمي على وطني فسيتحرر هذا الوطن مهما طال الزمن، ثم إن اسبانيا ستقول أني مغربي كنت ابحث عن مآرب شخصية، وكنت سببا في سجن وطرد أبناء وطني، لا، لا لن أغادر، سأبقى ويفعل الله ما يريد.."
 قرار الاجتماع:
 1 – مواصلة عمل اللجنتين
 2 – أن يبقى بصير بعيدا عن موقع المظاهرة التي ستنطلق غدا.
 3 – يتوجه السيد لارباس الجماني إلى موريتانيا غدا بعد النظر إلى ما سيؤول إليه الوضع.
 هكذا فضل بصير أن تكون موريتانيا أول من يعلم بمظاهرات الشعب الصحراوي حتى لا تتهم الحركة بالتوجيه من طرف المغرب أو الجزائر، وكان محق في تصوره.
 4 – خمسون سيارة تحمل يافطات تجوب الشوارع ويحرض أصحابها الناس للتوجه إلى خط الرملة.
 صرح محمد بصير بعد اعتقاله للمحققين الأسبان بما يلي حسب التقرير: "وكانوا يفكرون في تنظيم مظاهرة منفصلة عن الحكومة وذلك لتقديم مطالبهم، لقد كتب الرسالة التي كان يجب أن تسلم للكاتب العام من طرف عشرة أشخاص هم:
 - البشير ولد بيرة
 - بشر ولد حيدار
 - محمد ولد الحسان
 - ابراهيم ولد الجماني
 - الحسين ولد عللا ولد الحسين
 - مولاي احمد ولد بابا
 - احمد ولد بومراح
 - بده ولد احمد الحمادي
- محمد امبارك ولد مسعود
 - احمد ولد القايد صالح
 ونص المذكرة مترجم من اللغة الاسبانية يوجد لدى كاتب هذا البحث وهي مذكرة مطولة رفض تسلمها الجنرال بيرس دي ليما في البداية واستلمها فيما بعد في موقع المظاهرة.
الانتفاضة والمجزرة:
 بعد ان جلبت اسبانيا عددا من الصحفيين لتغطية المظاهرة المؤيدة للبقاء مع الاستعمار وذلك في قلب المدينة والتي ستنطلق كما كان مخططا لها يوم 17 يونيو 1970 تفطن محمد بصير للعبة فاصدر تعليماته إلى أعضاء المنظمة كي يتصلوا بالقادمين من الجنوب والذين يجب استقطابهم للانتفاضة الشعبية، وقد استغل أعضاء المنظمة نقل السلطات لهؤلاء المواطنين، وبالفعل انضم هؤلاء بسهولة إلى الشعب صبيحة يوم 17 يونيو، حيث سلمت المذكرة للجنرال بيريس ذي ليما فأعادها مدعيا ألا فائدة منها فتوتر الوضع على اثر ذلك.
 وهكذا فضل الجنرال الانتقال إلى خط الرملة، في أوج المظاهرة ففرض عليه أن يستلم المذكرة (مقابلة مع احمد القايد 12 أبريل 1973).
 التزم الجنرال برد الجواب الساعة الرابعة مساءا وهنا لابد من التطرق إلى ما قاله السيد سيدي اليساعة لبصير لمجلة 20 ماي عدد 129، يونيو 1997:
 "لم تسع المنظمة بمحض إرادتها إلى إشعال فتيل الانتفاضة، كما أن اسبانيا لم تكن تتوقع أن يحدث ما حدث... أرسل الأسبان الشيوخ الصحراويين إلى تلك الجموع المتجمهرة بالزملة لحملها على الالتحاق بالمنطقة التي حددتها الإدارة الاستعمارية كمكان للتظاهرة غير أن تلك الجموع رفضت وساطة الشيوخ الذين اشعروا فيما بعد بأن لدى القائمين بالتظاهرة مذكرة لن يسلموها سوى للحاكم العام، فانسحب الشيوخ إلى من حيث أتوا وتلاهم بعض ذلك ضابطان اسبانيان احدهما برتبة قبطان (نقيب) والآخر برتبة كومندان (رائد) وقيل لهما ما قيل للشيوخ الصحراويين ورجعا بدورهما بخفي حنين، مما اضطر معه الحاكم العام في النهاية إلى الرضوخ للأمر الواقع، والتوجه إلى حي الزملة حيث سلمت له المذكرة التي تحمل مطالب المنظمة.
 وفي حدود الساعة الرابعة مساءا جاء الأسبان مرة أخرى إلى الجماهير الصحراوية التي كانت تتحشد بحي الزملة، وطلبوا منها الالتحاق بتلك الجموع التي استقدموها نظرا لقلة عددها مقارنة بمناضلي الحركة والمتعاطفين معها.."
 يقول سيد ابراهيم سلامة اجدود لمجلة 20 ماي عدد 129 يونيو 1997: "جاءنا النقيب لاباخو ومعه جمع من الشرطة يحمل معه آخر إنذار: "إذا لم تتفرقوا قبل الساعة الرابعة فسيتحول فرحكم إلى دموع ودماء".
 ويضيف: "بالفعل على تمام الساعة الرابعة مساءا قدمت كتيبة من الشرطة مسلحة بالهراوات متبوعة بأخرى مدججة بالسلاح (رشاشات، مسدسات) تقدمت الأولى لاقتحام الجماهير إلا أنها فشلت أمام قوة وتماسك المتظاهرين مما دفعها إلى التقاعس والفرار، وتقدمت الثانية يقودها الرائد لوبيت ويرطا، والكابتان لاباخو في محاولة ماكرة لإلقاء القبض على زعماء المظاهرة بحجة النقاش معهم عندها وقعت مشاداة بالأيدي في البداية لتتطور إلى استعمال العصي والحجارة بين الشرطة والجماهير الغاضبة.. في تلك الأثناء تم إلقاء القبض على كل من بدة ولد احمد حمادي واحمد ولد القائد صالح وآخرون، وأصيب النقيب لاباخو بحجر فوق عينه اليمنى، وتدفقت الدماء الغزيرة منه حمل على أثرها إلى المستشفى، وتواصلت المشاداة العنيفة الدامية، ثم تعززت الشرطة بكتيبتين من الترسيو (اللفيف الأجنبي) وذلك في حدود الساعة الخامسة مساءا، وتقدمت من الحشود العزلاء في وضعية قتالية يقودها نقيب فاصدر أمره بإطلاق النار بصورة عشوائية حيث سقط جرحى كثيرون... في تلك اللحظة كتب بصير بيانا مختصرا بالواقعة وسلمه للأخ لارباس سعيد اجماني الذي حمله إلى السلطات الموريتانية وطلب فيه إذاعته ليلة 19 يونيو 1970 م.
 وقد وصل البيان بالفعل وأذيع من الإذاعة الموريتانية. هكذا وقعت المجزرة وأقرت بها السلطات الاستعمارية إذ تصف الوضع انه خطر، وانه بعد قدوم كتيبة اللفيف الأجنبي وإطلاق النار على المتظاهرين حملت سيارات الإسعاف شهيدين وحوالي 20 جريحا وتفرق المتظاهرون. أما الشهيدين فهما:
 - سلامة ابراهيم لعبيد
 - ابراهيم ولد المحجوب ولد محمد عالي ولد لحبيب
 وقبل أن ننهي كلامي عن المجزرة أريد أن أعرج على رسالة أرسلها محمد بصير للمشرفين على الانتفاضة ام الانتفاضات الصحراوية في تاريخ الشعب الصحراوي المعاصر:
 " بسم الله الرحمن الرحيم
 إلى إخواننا الأعزاء المحترمين
 تحية طيبة حارة وبعد،
 نحن بخير وعلى خير، المذكرة لم تتقدم برفض من السلطة، والسلطة لم تتقابل مع أعضاء المنظمة.. ورفضت ذلك.. ونحن قررنا ألا نشارك في مظاهرتهم، إلا بصفة واحدة، وهي أننا سنجتمع وحدنا في الخيام، ومن أراد أن يتكلم معنا فليقدم علينا من جهة الحكومة واعلموا أن المسألة خطيرة، وخطيرة جدا، والأمور معقدة كثير من التعقيد ومؤزمة..وحسب ما يظهر لي أنها أكثر من التعقيد، ولكن بالأساس سوف تحل كل الأمور بالسياسة، أهل الداخلة أتوا هنا ودخل معنا خمسون شخصا منهم، وكبيرهم ينتظر وصول خطري.
إن أمرتكم الحكومة بالقدوم فاقدموا عندنا ونحن بانتظاركم.. وان قالت لكم أنها سوف تذهب بكم لمصلحتها فقولوا لها نعم ونحن بانتظاركم وأوصيكم بالصبر والثبات، وإياكم والتراجع".. (بخط بصير في كتاب احمد باب احمد مسكة تحت عنوان : جبهة البوليساريو روح شعب ص128.)
 أريد في النهاية أن أشير إلى ما كتبه المؤرخ الاسباني رامون اكيري في كتابه: "حقيقة خيانة": "إن الخطأ الفادح تمثل في إرسال قوات عسكرية نظامية ضد تحشد جماهيري في حين أن تفكيك مظاهرات جماهيرية لا تدخل ضمن مهامها المهنية: إنما تعتبر إعلان حرب ضد الوطنية" ص 583.
اعتقالات سجون نفي:
 كان من بين أوائل المعتقلين من مقر التجمهر:
 بدة احمد الحمادي
 احمد القايد صالح
 الحسين ولد عيللا
 لتتوسع الاعتقالات فتشمل أكثر من مئة مناضل في المنظمة الطليعية ولا يتسع المقام لذكر الكثير منهم ولكن الذين اقتيدوا إلى سجن القنديل بالداخلة على متن باخرة فهم:
 - الحسين ولد عيللا ولد الحسين
 - موسى ولد لوشاعة ولد لبصير
 - بدة ولد الحمد الحمادي
 - محمد ولد الحسان ولد المحجوب
 - محمد محمود ولد الحنافي ولد لبصير
 - سيدي ولد ليساعة ولد لبصير
 - احمد ولد القايد صالح ولد بيروك
 - سعيد ولد محمود ولد بهاها
 - سيد احمد ولد امبارك ولد رحال
 - محمد عبد الرحمن ولد الرباني
 ولم يطلق سراحهم إلا بعد إضرابات عن الطعام وذلك مع مطلع سنة 1971.
 وكان أول معتقل عسكري:
 عبد الحي ولد سيد احمد القي عليه القبض يوم الانتفاضة وهو في دورية قرب بئر لحلو والذي سيحول فيما بعد إلى السجن العسكري رفقة رفاقه بجزيرة تينيريفي نذكر منهم المرحوم مولاي احمد ولد بابا وسلامة ولد المامي ولد الداي، وبابا ولد الدلال، واحمد ولد لحبوب، ومحمد ولد العك. هؤلاء وغيرهم نقلوا إلى ذلك السجن وحوكموا ولم يطلق سراحهم إلا أواسط سنة 1971 كما نفي عدد من المنخرطين في المنظمة إلى المناطق الداخلية بالصحراء الغربية من بوجدور إلى اوسرد فحوزة فكلتة زمور فالتفاريتي فالسمارة، الخ... وبقوا هناك تحت إقامة جبرية إلى أن أفرج عنهم مع مطلع سنة 1971.
محمد بصير من الاعتقال الى عالم المجهول:
 بقي محمد بصير في منزل موسى لبصير، يبعث زوجة هذا الأخير المرحومة خديجة منت عبد الكريم لالتقاط الأخبار، وكل مرة يلج المنزل احد أعضاء المنظمة ليخبره بتطورات الوضع كالمرحوم البشير اسويليكي بلقاسم وبالمجزرة التي وقعت والاعتقالات وقد أخبره بعضهم بأن المطلوبين للسلطة أكثر من 700 مطلوب، زاره السيد سالم لبصير في محاولة من هذا الأخير للتأثير عليه كي يغادر المكان وفي نيته اختطافه إلى الحدود الموريتانية أو الجزائرية لعلمه انه يكره المغرب ونظامه فلم يستجب لرغبته وإنما اكتفى بالقول: "مهما كانت النتائج فاني لن ابرح مكاني حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، من الأفضل أن يسيل الدم على أرضنا حتى نكون جمرة في أيديهم بل قال باللهجة الحسانية: "خليهم يوحلوا فينا"، جاءه السيد عيسى ولد اعلى موسى بلائحة المطلوبين.
 الساعة الثالثة من فجر يوم 18 يونيو 1970 طوقوا المنزل الذي كان يقطنه محمد بصير بقوات البوليس فألقى عليه القبض، يقول التقرير الاسباني انه كان مسالما، وانه لما انتهى إلى سمعه أن الصحراء سيتم تقسيمها انشأ حزبا لمواجهة فكرة التقسيم هذه.
 نقل محمد بصير إذن إلى السجن المركزي وبدأت عملية التعذيب وقد شاهده بعض رفاقه في زنزانة منفردة متكئا على جنبه الأيمن فيه اثر ضربات في الوجه ودماء تسيل منه. ويقول التقرير الاسباني 19 يونيو 1970: "يعترف انه لو حضر لما حدث أي شغب، كما يؤكد التقرير كل الأحداث التي تكلمنا عنها من اجتماعات والرسالة إلى الجزائر وقضية جمع الأسلحة وغيرها."
هكذا غاب محمد سيد ابراهيم بصير عن الأنظار، تركه رفاقه منفردا في زنزانته بالسجن لكحل بالعيون إلى أواخر شهر يوليو أو أوائل شهر أغسطس بعد أن رحل منهم العشرة المشار إليهم آنفا إلى الداخلة، قيل لي من طرف بعض الجنود والحراسات أنهم شاهدوه في سجنه إلى شهر أغسطس 1970 ومنه نقل إلى ثكنة "الترسيو" شمال وادي الساقية الحمراء، شمال غرب مدينة العيون، ومنذ ذلك التاريخ لم يسمع عنه أي خبر اللهم تلك الأقاويل التي صاغتها المخابرات الاسبانية بأنه تم ترحيله إلى المغرب، وبعث صورة له إلى نقاط الحدود للإشعار.
 يقول عنه سيدي لبصير في مقابلة مع مجلة 20 ماي العدد 129 يونيو 1997: "لم تنته الحركة باختفاء بصير، قد يكون اختفائه قد اثر في فعاليتها، لم تعط أكثر مما أعطت معه في زمن قصير إلا أنها ظلت مستمرة... ويبقى مصير بصير يلاقيه الغموض ما لم تكشف كل الحقائق التي صاحبت سجنه واختفائه اللذان تعتبر اسبانيا المسؤول الأول والمباشر عنهما وعن إماطة الغموض الذي صاحبهما... ويبقى آخر لقاء لنا به هو ما حصل في السجن لكحل بالعيون بعد شهر من أحداث (الزملة) وذلك عندما قرر الأسبان توزيع المعتقلين على السجون التي حددوها لهذا الغرض، وقد كان وقتها يلوح لنا في محاولة منه لرفع معنوياتنا...
 كما هناك شهادة للسيد سيد ابراهيم اجدود منشورة في نفس العدد من مجلة 20 مايو حول الملابسات التي رافقت المنشور الاسباني الذي يعتبر كاذبا وعمليته تمويهية للجريمة المتمثلة في اختفائه في ظروف غامضة.."
 يقول المرحوم امربيه ولد ابراهيم ولد البخاري لمجلة 20 ماي عدد 129 يونيو 1997: "كان جل السجناء موزعين على غرف تضم كل واحدة ثلاث سجناء صحراويين ما عدا بصير الذي كان مرميا بفناء السجن يلازمه حارس كالظل، ومع ذلك فإن هذا الوضع لم ينل من عزيمته، فكان يلوح لنا بين الفينة والأخرى، ليطمئننا بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا... كان اختفاؤه لغزا ما زالت طلاسمه لم تفك لحد الساعة"... 
ماذا يقول عنه المؤرخ الاسباني: خوسي رامون دييكو اكيري إذ أشار في كتابه السالف الذكر:
 "احتراما لحظه فان عددا من الكتاب تكلموا عن مصيره، ففيار يقول: انه تم اغتياله، بينما يقول موريس باربيا بأنه تم ترحيله، واحمد بابا مسكة يقول بأنه تم قتله...
 ...إن دورية للفرقة الثالثة للترسيو (اللفيف الأجنبي) بقيادة ضابط للشرطة الإقليمية تلقت الأوامر بترحيله، لكن من المحتمل أنها لم تصل به إلى الحدود".
 إن الفقرة الأخيرة لهذا الكاتب الذي سبق له أن أجرى مقابلة مع صحيفة اسبانية قال فيها حول الموضوع: "إنها فضيحة لاسبانيا"، هي الصحيحة على ما يبدو، والكاتب من جهاز المخابرات الاسباني.
 وقد أصدرت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بمناسبة الذكرى الأولى لاندلاع الكفاح المسلح 1974 كتيبا تحت عنوان "سلسلة من كفاح شعبنا" به صورة الفقيد محمد بصير وقد كتب الشهيد الولي مصطفى السيد هذه العبارة تحت الصورة: "إذا أرادت القدرة الخلود لإنسان سخرته لخدمة الجماهير".
 في أواخر شهر سبتمبر 1975 إبان المفاوضات التي جرت بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والحكومة الاسبانية والتي توجت باللقاء الذي تم بين الشهيد الولي مصطفى السيد وكل من محمد عالي حمدات وكاتب الحروف من جهة ووزير الخارجية الاسباني السيد كورتينا ماوري بفيلا النصر بالجزائر العاصمة والتي دار فيها الحديث حول النقطتين التاليتين:
 1- مسئولية اسبانيا في الدفاع عن الشعب الصحراوي حتى يقرر مصيره والعلاقات المستقبلية بين الدولة الصحراوية والدولة الاسبانية.
 2- الأسرى لدى الجانبين وطرق إطلاق سراحهم.
 وضعت شخصيا السؤال التالي على الوزير الاسباني: أين محمد بصير؟ نريد إطلاق سراحه إن كان مازال سجينا أو إماطة اللثام عن مصيره أو رفاته إن كان قد تعرض للاغتيال؟ وقع السؤال كالصاعقة على الوزير كورتيا ماوري، واحمر وجهه فأجاب: "أعطيكم كلمة شرف باني سأبذل جهدي حتى تظهر الحقيقة في هذه النقطة كما أعطيكم كلمة شرف بأن اسبانيا لن تخون الشعب الصحراوي وستبقى المدافع الأول عن مصيره".
 ولقد أوفى الرجل بكلمته على مستواه الشخصي إذ لما تبين له أن اسبانيا في طريقها إلى خيانة الشعب الصحراوي قدم استقالته من تلك الحكومة التي يقودها آنذاك ارياس بقارو.

خاتمــة:
 وأقول في نهاية مداخلتي هذه بأنه بفضل الفقيد محمد سيد ابراهيم بصير والمنظمة الطليعية وأم الانتفاضات الصحراوية في 17 يونيو 1970، ننعم اليوم بوحدة الشعب الصحراوي حول المصير والهدف الذي هو الاستقلال الوطني، وكما سبق لي أن قلت بأن الجبهة الشعبية هي الابن الشرعي للمنظمة الطليعية لتحرير الصحراء وإلا لما كان أول أمين عام للجبهة الشعبية هو أمين سر المنظمة الطليعية، وهو الدليل الساطع على استمراريتها وبريق نضالها الذي عم كل الشعب الصحراوي سواء في الأرض المحتلة أو في البلدان المجاورة.
وسأحاول إصدار كتيب عن هذه المنظمة أواخر السنة بإذن الله التي يجب أن تبقى سنة تخليد الذكرى الأربعين لانتفاضة 17 يونيو 1970.
 وعلى كل الذين يتوفرون على معلومات أن يوافوني بها بعيدا عن أشخاصهم، حتى يكون العمل مفيدا وتاريخنا واضحا لأجيالنا القادمة.
 رحم الله شهدائنا الأبرار والله الموفق .

 يونيو 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق